لطالما رأيتك ترابياً يا حاج بديع، لكنك كنت سماوياً..
شهدتُكَ متواضعاً زاهداً يكفيه خفّه و البوط العسكري، ينظر للملابس الفاخرة كأنها جرمٌ، واذا ما طرحناها عليه يقول “يا مشحرين اني البس هيك”
يُفضّل سترة الجيْب الذي خيطَ قُرب قلبه، ليسكنه القرآن..
لم تفخر يوماً بصياغة خاتمك.. الذي يحكي عشق عليّ (ع)، اذكره جيداً، كان عقيقاً كعينيك..
بسيطًا، جميلاً ، شاهداً على كل نجواك الخفية ليلاً ..
من صغري وأنا أرى السُبحة حول عنقك و أتعجب.. لأدرِك بعد شهادتك بأنّها قلادة أثرك في السماء، إذ لا أثر لك في الارض!
لطالما أحببتَ الظلّ يا عمّي بيدَ أنّ نورك دلّ عليك
أنت الذي تعتزلُ لِصلاة، وتنفردُ لدعاء وتسعى لمجالس الحُسين(ع)
كنّا إذا أضعناك نجدك في المساجد المهجورة.. والأماكن القليلة الحضور..
أتذكرُ مشاويرنا اليها معاً؟
ليتني كنت يقظةً اكثر حينها لأراقبك فقط و أُشبع قلبي من ذكراك في عجاف أيّام غيابك
مع كل الرضا والتسليم .. لكنّ عتبي يا عمّي طويل
ألهذا الحد زهدك بالدنيا.. لا صور لا فيديو.. لا تسجيل صوت..
بُعدك هذا يلذعنا بشدة
عُد و عانقنا مرةً اخرى، فقط مرة..
أريد صورةً معك والكثير من حبيبات صوتك
جُد عليّ بكلّ وصاياك
عُد لتوزّع مسحات اليُتم على رأسِ صغيركَ، كما على قلوبنا
أعطنا بركات السلام من كفّك..
و قليلٌ من الضحكات .. نخبّؤها لنزلاتِ الشوق القادمة
عُد يا عزيزنا و أخبرنا فقط، كيفَ وجدتَ لقاء الحبيب ؟
الشهيد القائد حسين عبد الحليم حرب