على ماذا تبحث يا أبا حيدر؟
على ماذا تدور؟ على حيدر… (بابتسامةٍ تفيض شوقًا وصبرًا، وتختلط بدموع الفخر الذي لا ينضب)
يا أبا حيدر، فلعلّك هذه المرّة لن تجده…
حيدر الذي كان يلعب معك الغميضة وهو طفل صغير، حين كان يختبئ وراء الزيتونة في الحديقة، أو في زوايا خزانة غرفته او وراء الستار وقدامها ظاهرتان وكنت أنت، يا أبا حيدر، تكتشفه، لكنك تتركه فرحًا بانتصاره الصغير، بانتصار “مناورته” التي أتقنها، والتي جعلتك تبتسم رغم كل شيء
لكن هذه المرّة، حيدر ليس مختبئًا…
حيدر قد وصل إلى مكانٍ بعيدٍ جدًا
مكانٌ جميلٌ كجمال روحه، مكانٌ يليق بأمثاله من الأبطال
سامحنا يا أبا حيدر، فلعلّك لن تجده اليوم، لكنّنا مؤمنون أن يومًا ما سيلتقيك على باب الجنة سيكون بانتظارك مع رفاقه السعداء، وستعانقون بعضكم بقوّة.
يا أبا حيدر الله يصبر قلبك، ويهدّئ روحك، فحيدر وإن غاب جسده، فإنّ روحه باقية معك، في كلّ زاويةٍ كنت تبحث عنه فيها، وفي كلّ ذكرى جمعتكما.
والد الشهيد حيدر الدبق
(مفقود الأثر حتى الآن)
خلال بحثه عن جثمان ابنه