بسم الله الرحمٰن الرحيم
{والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم..}
أذكر حين جلست معك آخر مرّة كان بعد تفجير البيجر بيومين فعندها كان حديثك كلّهُ عن رفقاك وكيف أصيبوا وقلت أنها واقعة كربلاء بكل تفاصيلها ولكنك لم تكن تعلم أن الكربلاء الحقيقية تنتظرك في الميدان هناك عند الحدود في بيوت السيّاد..
فاليوم وصلنا الخبر كيف استُش..هدت وما الذي حلّ بك..
فكنت تصلّي برفاقك ويصلّون خلفك..
كيف لا وأنت الذي لم تترك واجبًا أو مستحبًا..
قد صلّيت برفاقك ومن بعدها بدأت كربلاء..
فكنتم خمسة رفاق.. فجاءت المسّيرة لتضرب رفيقك مرتضى ومن بعدها كربلاء الذي بقي ينزف ساعة أمام عينيك..
وبعدها رفيقيك.. فأصبحت لوحدك وجميعهم است..شهدوا..
وبقيت جريحًا فقد اصبت بيدك وقدمك.. وبقيت جريحًا لوحدك بين أجساد الش..هداء لمدة يومين من دون طعام أو شراب.. فعشت كربلاء بكلّ معانيها..
وبعد يومين جاء شاب ليستفقدكم فوجدك جريحًا بين رفقاك الش..هداء.. ورويت له كيف است..شهدوا أمامك..
وأنك من دون طعام أو شراب منذ يومين، فكنت متأثرًا جدًا برفاقك الش..هداء وعندما قال لك ستأتي سيارة لتصطحبكم .. أمهلتهُ لتُصلّي.. فتيممت وكبّرت للصلاة وسجدت وعندما رفعت رأسك ل تُكبّر كانت القذيفة أسرع منك فدخلت الشظية إلى رأسك الطاهر لتخرج من الناحية الثانية..
فانقلبت إلى الأرض ساجدًا..
فارتفعت إلى السماء جريحًا صائمًا ساجدًا ومن ثم شه..يد..
وبقيت في العراء بلا غسل أو تكفين..
- اخت الش..هيد محمد الجواد أحمد نعمة(علي الهادي)