سيرة حياة الشَّهيد البطل علاء علاء الدّين (جواد) مفقود الأثر و الّذي أوصى أن يُكتبَ على ضريحه الإسم الجهادي ساجد نسبةً إلى صديقه و رفيق دربه الشَّهيد علي مُصطفى منانا «ساجد» إبن بلدته الصّرفند:
هويّة الشَّهيد
الإسم: علاء مُصطفى علاء الدّين
الإسم الجهادي: ساجد.
البلدة: الصّرفند- قضاء صيدا.
العُمر: 20 سنة.
تاريخ الولادة: 10-8-1996.
تاريخ الإستشهاد: مساء يوم الخميس 16-6-2016، و أُعلِن عن إستشهاده يوم السّبت 18-6-2016.
الموافق: 10 رمضان 1437 هـ.
مكان الإستشهاد: خلصة – ريف حلب الجنوبي.
المُستوى العلمي: سنة أولى جامعيّة – إختصاص «هندسة المياه» من جامعة AUT «الجامعة الأميركيّة للتّكنولوجيا» – فرع مدينة صور.
الوضع الإجتماعي: عازب.
مكان الضّريح الشّريف: كان جُثمانه مأسوراً بيد المُسلّحين التكّفيريين واسترجع في 6/10/2016 ودفن في بدلته
شخصيّته:
الشّاب الوحيد في عائلته بينَ 3 بنات، يتميّز بقلبه الكبير الّذي يستوعب الجميع، لا يُغضب أحد، مُتواضع و خلوق. شابٌ رياضي بإمتياز يتميّز بلعب رياضة الكارتيه، رفع الأوزان الثّقيلة و الحديد و نالَ العديد من الميداليّات و الكؤوس التكريميّة.
وجهه ضحوك حيثُ يتميّز بضحكته الفريدة فحينَ كانَ بينَ مجموعة أشخاص يُعرف من خلالها، يمزح كثيراً، يُساعد الجميع و محبوب من أهلِ قريته الصّرفند و يعتبرونه مثلهم الأعلى، يتمتّع بالحكمة و الرّزانة، يهمّه مصلحة أُخوانه و رفاقه قبلَ مصلحته، بارٌ بوالديه، مُحترم و مؤدّب، شخصيّته مرحة و يتمتّع بحسّ الهضامة، كثير الحركة، طيّب القلبَ، يُحبّ السّرعة، لا يُميّز بينَ أحد و كلّ رفاقه كانوا مِثلَ أُخوانه.
علاء كُلّ حياته كانت مُميّزة..
(عندَ إستشهاده بكى كُلّ رفاقه و أحبابه و الّذين لا يعرفوه لأخلاقه و ذكره الحسن
إلتحاقه في صفوف المُقاومة و مُشاركته في معارك الدِّفاع المُقدّس:
إلتحقَ في كشّافة الإمام المهدي (عجّ) منذُ الصّغر لحين أصبحَ قائد فرقة الجوّالة. دخلَ في البداية كمُسعِف عن عُمر الـ 16 سنة ثُمّ مُقاتل، إختصاصه العسكري: مدفعيّة.
شاركَ في معارك يبرود، جرود القلمون، جرود عرسال، الزّبداني، و أخيراً في ريف حلب الجنوبي. إستُشهِدَ بصاروخ موجّه ضربَ الآليّة الّتي كانَ فيها مع رفاقه المُجاهدين في بلدة خلصة بريف حلب الجنوبي.
حادثة مُميّزة حصلت معه في المعركة:
عندما أُصيبَ الشّهيد علاء كانت إصابته خطيرة، فأتى المُسعف ليُسعِفه فقالَ له: “إسعفني أنا وحداني عند أهلي“.
و عندما تقدّم نحوه قالَ له الشّهيد علاء: “أو قلّك إجت الزّهراء و أنا فديتها بدمّي“
عندما كانَ في عمله الجهادي في سوريا كانَ دائماً يقول عندما يسأله رفاقه أنّه لا ينوي العودة و يُريد أن يستشهد. كانَ يُسابق رفاقه في خوضٍ المعارك،
كانَ يشتهر بجملة “شو هالشّي“.
كانَ يشتهر أيضاً بتقليد الأصوات و المُمثّلين و المشاهير، إضافةً إلى مُعلّماته في المدرسة و الثّانوية.
يمتازُ بصوتٍ مميّز و جميل، فكانَ يقرأ القرآن و بعض الأناشيد في مقام الخضر الحي (ع) في قريته الصّرفند حيثُ كانَ يقضي فيه 4 أيّام في الأُسبوع و 3 في جامع الحكيم أيضاً.
حادثة أُخرى:
في يومٍ كانَ برفقة أصدقائه، أحدهُم تكلّمَ مع الشَّهيد علاء بطريقة إستفزازيّة فنظرَ إليه الشَّهيد بطريقة مُعيّنة، عندها هجمَ على علاء ليضربه. فأوقفه رفاقَ الشَّهيد و تهجّموا عليه، فنظرَ علاء إليه و قال:
“أنا ما عم إتدرّب كاراتيه و حديد لأُضرب إبن بلدي و خيي؟! أنا عم إتدرّب لدافع عن المقامات و المُقدّسات بلبنان و برّات لبنان و فهمك كفاية..“.
من وصيّته لوالديه:
سامحيني إذا شي يوم ضايقتك أو قاهرتك و إعتذريلي من بيي، و كوني راضية عليي إنتي و بيي يا إمّي، لأنّو إذا ما كنتوا راضيين عليي كل لي عم أعملو بروح
كانَ أيضاً مُشاركاً مع رفاقه في مسرحيّة «عذاب إمرأة» الّتي تُجسّد مظلوميّة المرأة و مُعاناتها، حيثُ كانَ الشّخصيّة الرّئيسيّة فيها و كانَ الهدف هو حماية النّساء و الدّفاع عنهنّ. فعندَما أتى وقت ذهابه إلى سوريا كانَ باقٍ مشهد الموت في المسرحيّة؛ فقرّر أُستاذهُم (علي عيسى) إلغاء المسرحيّة. لكنّ الشَّهيد علاء أقنعه بإكمالها و قال له: “المسرحيّة ستكون على شرفِ الشَّهيد علاء علاء الدّين إن شاء الله“.
علاء.. كُنتَ تبذل الجُهدَ الوفير من أجلِ أن تصِلَ رسالة المسرحيّة.
و لأنّك أنتَ الأفضل بينَ رفاقك المُمثّلين فيها إرتقيتَ بالهدف سعياً للدِّفاع عن أقدس و أعظم النّساء سيّدتنا و مولاتنا زينب (ع) فهنيئاً لكَ ما تمنّيت
كانَ الشَّهيد علاء علاء الدّين يُحضّر لصديقه و رفيقِ دربه في الجهاد و إبن بلدته الشَّهيد ”علي منانا“ بمُناسبة الذّكرى السّنويّة له، لكنّه إستُشهِدَ قبلَ الإنتهاء منها فأكملها أصدقاؤه الباقون.